momlove
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

"في صحة الوطن" وتأملات في الكأس الفارغ..!! عبد الرحمن يوسف

اذهب الى الأسفل

"في صحة الوطن" وتأملات في الكأس الفارغ..!!   عبد الرحمن يوسف Empty "في صحة الوطن" وتأملات في الكأس الفارغ..!! عبد الرحمن يوسف

مُساهمة من طرف bakr السبت مايو 31, 2008 7:06 am

إخوتي هذه القصيدة مختلفة..!
هل أخبرتكم أني حديث عهد بشعر عبد الرحمن يوسف..؟
لا..؟ حسنا قد فعلت الآن..
إنها -بحق- مختلفة عن كل ما قرأت في حياتي.. ولذلك سأحاول أن أكتب فيها كلاما مختلفا..
إقرأها.. لاحظ تتابع المشاهد على شارب الخمر وبعينيه اللتان ستنبتا في رأسك فجأة.. من كأس إلى كأس، من درجة وعي إلى درك أقل حتى الدرك الأسفل الفوضى الشاملة كما يقول د.مصطفى محمود..!
لاحظ..
واندهش..!!

-1-
DISCLAIMER..!
هل تعرف الDisclaimer ..؟ إنه شيء يشبه اتفاقية الترخيص عندما تشغل برنامج كمبيوتر..! هل كتب شاعرنا شيئا من هذا قبل البداية من النوع الذي نقرأه قبل المسلسلات: هذه الدراما وشخصياتها من نسج الخيال وأي تشابه بينها وبين الواقع هو من قبيل الصدفة..!"..؟ يعني.. إلى حد ما:
"هذه القصيدة ليست مذهبي أو وجهة نظري في المهازل التي تحدث في أوطاننا، وأغلب ما فيها مجرد رصد لما حدث وانعكاساته على الإنسان البسيط، لذلك لا مجال لاتهامي "بالعمالة للأجنبي" أو "الفسق" فضلا عن "الإلحاد"..! وكل ما في القصيدة من تعبيرات مقصود متعمد حتى الأخطاء اللغوية..، التي هي نتيجة لتأثير الخمر على الشارب المسكين...!"
من فضلك إضغط"موافق"(حتى وإن كان عقلك يرفض) كي تمكن من قراءة القصيدة..!
(أنا قائل السطر الآخير طبعا..!!)

-2-
الكأس الأولى
لاحظوا معي أن الزجاجة قد فتحت منذ دقيقة واحدة، والكؤوس مازالت تصب، والليلة ما تزال شابة صغيرة (كما يقول الأمريكان..)
يضع القليل من الشعر -خمسة أبيات لا تزيد- في الكأس ويشربه دفعة واحدة على سبيل فتح الشهية..
الرشفة الأولى نعرف منها ما هو نوع الخمر في الزجاجة..
نعد الكؤوس على مهلنا
ونشرب خمرا فدا أرضنا
آها..! إنها إذن زجاجة الوطن.. لون الهموم.. طعم الدم.. ورائحة تراب الأرض ممتزجة برائحة خيانة خفيفة لا تعرف مصدرها..!
نعد الكؤوس لنشرب خمرا
لننصر في يومنا موطنا..!

-3-
الكأس الثانية
غريبة..! وهل انتهت الأولى؟ طبعا..! انها رشفات قليلة تشربها دون تركيز ودون استيعاب لما تشرب.. فهي لا تكفي -كما قلت- إلا الإلمام بصنف الزجاجة التي تشرب منها..
رداء الحكومة نعم الرداء..
..ومن يتعر، يذوق الشقاء..!
إنها الكأس الثانية حيث تتضح "المنطلقات" والمنطلق هنا التراث المصري بكل سلبياته وآثار قرون الكبت على ملامحه "ان فاتك الميري اتمرغ في ترابه"و"ان لقيت بلد بتعبد عجل حش وادي له..!"
تخيله يحدث صديقا يأتي لأول مرة إلى هذا المكان.. إنه يخبره ويخبرنا بملامح باهتة عنه وعن المكان الذي يقف فيه.. كانما يريد أن يحاكي اللمبة النيون.. ومضات خفيفة في البداية تحدد شكل المكان قبل أن يغمره الضوء..
وجودي وكل عذابات عمري
"لأرضي" أراها قليل العطاء..!
أعيش بظلمة بار مضيء
وضوء الظلام..ظلام الضياء..!
غلطة مطبعية في رأيي، غالبا هي أرض بالوقف على الكسرة المنونة أسفل الضاد.. وفي حالة صحة هذا فأن يوسف قد استعمل قاعدة لا نلتفت إليها كثيرا، وهي جواز تذكير كل مؤنث مجازي (لا يلد ولا يبيض كما يقول فقهاء اللغة) في جملة الأرض قليل العطاء.. لكن "أراها" تحدث خللا ما..

-4-
الكأس الثالثة
قطرات هامسة تعزف على حرف السين "وأنا لا أعترف بمدلولات الحروف والهدف من وراءها والمعني الناشئة من تكرارها كما يصنع الأسلوبيون، كل ما هناك أن أربعة أبيات تبدأ "بتصريع" وقافيتها السين لابد أن تسمعه فيها كثيرا...

-5-
الكأس الرابعة
نشوة الخمر قد سرت في عروقي..!!
وسناها ينير عتم طريقي..
أحقا..؟! كلا..! لم تر شيئا بعد، إن بينك وبين السكر مسافة طويلة....

...لكن الواضح إن انا اللي سكرت..!
إلظاهر كده إني معنديش نفس قوة احتمالك...!!
نكمل بعدين.....
__________________

-6-
الكأس الخامسة
إذا استعملنا مصطلحات الألبومات الغنائية، يفترض حينها أن نفهم أن الكأس الخامسة هي ال Head track أو الأغنية الرئيسية في الألبوم..! ولأن الأغنية الرئيسية عادة ما يتم تصويرها؛ فقد قام شاعرنا بفعل هذا..! فجاءت الكأس الخامسة على شكل "إعلان" أو "بيان" فإذا اعتبرنا أنه الأول فنجد إنه يشتمل على اسم الألبوم وصورة للغلاف مركبة بالفوتوشوب -أو ما يعادله- تصور تمثالا للحاكم وهو واقف وقفته الشهيرة عاقدا يديه تحت بطنه ومرتديا نظارته الRay Ban وأمامه-في الصورة- نفر من الحمقى يسجدون له.. وفي الخلفية نجد بطلنا السكران يحتضن الكأس بأصابعه ناظرا إلى عبث الفقاعات الطفولي مع بعضها البعض داخل الكأس...
أما إذا عتبرناه بيانا فسنجد فيه التمهيد -البيت الأول- والأهداف -البيت الثاني - والأسباب -البيت الثالث (والأول أيضا) ممهورا بهذا البيت الأخير بوصفه توقيعا..
لكنهم سمحوا بالخمر أجرعها..
لذاك أجرعها.. في صحة الوطن..!

-7-
الكأس السادسة
بداية سكر واضحة.. لكنه ليس من ذلك النوع الذي يعيقك عن قيادة السيارة بدون الإكثار من الفرامل..
إنه ذلك الذي يؤدي بالمرء إلى حالة ألتسايمر ( زهايمر كما نسميه ) خفيفة.. يتذكر فيها أشياء من الماضي البعيد بدون داع حقيقي لذلك، خالطا إياها بتفاصيل من الحاضر..
بردة ابن زهير مثلا... يحورها - أو يعارضها بشيء على وزنها - عقله المعارض السكران كالآتي:
نبئت أن مدير الأمن أوعدني..
والسيف عند مدير الأمن مسلول..!
أسيافه ظهرت في الليل لامعة
لا يشتكى قصر منها ولا طول..!!
( هل أقول ما قاله النابغة الذبياني لحسان بن ثابت عندما أنشده:
لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى و"أسيافنا" يقطرن من نجدة دما
فقال له النابغة: "إنك لشاعر.. لولا إنك أقللت من جفانك وسيوفك، ولو قلت يبرقن بالدجى بدلا من يلمعن لكان أشعر لأن الضيف أكثر ما يكون بالليل.."
لا...! لن أقول هذا..!!)
ورأس دولتنا أمسى له حكم
لكنه بعيون الكل مخبول..!
لو حدقت فيه عين حين يخطبنا
تظن أن رئيس القوم مسطول...!!
لا يكفل الرزق.. إن الله يكفله
لكن موت جميع الناس مكفول..!!!
لاحظت مثلي إنه انتقل من الحديث عن مدير الأمن إلى الحديث عن رأس الدولة إلى حاله حين يخطب إلى تكفله بموت الناس دون رابط..؟ هذا بالضبط ما أعنيه بحالة الألتسايمر الخفيفة...! وتلك هي الروعة - بعينها - في تصوير حالة السكران..!!
-8-
الكأس السابعة
تعتقد الدكتورة ثناء أنس الوجود ( وهي - ربنا يجعل كلامي خفيف عليها- تدرس لي مادة الأدب الشعبي هذا العام..!) تعتقد فيما يسمى بمعجم اختيارات الشاعر.. وهو مذهب ينفي تماما فكرةالصدفة أو الإلهام أو حتى الضرورة الشعرية في اختيار الشاعر لألفاظه؛ فكل ما يكتبه الشاعر هو مقصود حتما لأسباب ما على الناقد أن يتوصل إليها.. وذلك عن طريق الإمساك بتلابيب اللفظة هي وكل مرادفاتها والكشف عنهن في جميع ما تصل إليه يد من معاجم وموسوعات... إنه مذهب "فرويدي" إلى حد ما، ويتطرف غالبا إلى استبطان ما ليس له باطن أصلا.. وأنا لا أؤمن به لأسباب يطول شرحها...
لكن عندما يقول الشاعر مفتتحا كأسه السابعة -والبيت الافتتاحي هام جدا-:
وتنمية قالوا.. قلنا " برنـقـيــع"..!!
أتنـمية والحـال بـطـش وترويـع..؟!
برنقيع....! حسنا..!! ثم يتظاهر بالدهشة - الشاعر- قائلا في هامش الصفحة:
برنقيع: تأثير الخمر؟ أم لغة رمزية لتجنب العقاب؟!!!
يا سلام..! المهم إنه عندما " تحدث" لفظة كهذه في قصيدة؛ فإن الأسلوبية اللعينة تقفز إلى رأسك بكل مناهجها مهما كنت ترفض تلك المناهج..! لنناقش تبريره معا:
تأثير الخمر....؟! كلا..! فهو لايزال - كما قلت في الكأس السابق- في بدايات سكر.. وفي بدايات السكر قد نجد بعض الأخطاء اللغوية أو النحوية.. لا أن يقوم الإنسان بتوليد الألفاظ الجديدة تماما.. وإنما يحدث هذا في مرحلة بينها وبين الحالية عشر كؤوس على الأقل..! ولا باستدعاء الألفاظ القديمة وهي ليست لفظة قديمة.. فقد بحثت عنها في 24 من أشهر معاجم اللغة ومنها لسان العرب لابن منظور على سبيل المثال - مستخدما الكمبيوتر طبعا..! هل تمزحون..؟؟!! - ولم أجدها..!
ولا يمكن أن يجهل شاعرنا هذا أو ذاك.. فقد ذكرت من قبل أن من أكثر ما أعجبني في تلك القصيدة هو ذلك التدرج التصاعدي المدهش شديد الواقعية والمنطقية أيضا في تصوير الحالة الشعورية لشارب الخمر...
لغة رمزية لتجنب العقاب...؟ ما ينفعش...!
والسبب بسيط جدا.. أن من يعمد لاستخدام اللغة الرمزية يلجأ لاستخدام لفظ شائع ومتداول.. وأحد ألأمثلة لهذا نجده في رائعة أحمد فؤاد نجم التي مطلعها:
يا اللي فتحت البتاع فتحك على مقفول..!
لأن أصل البتاع واصل على موصول.. إلخ..
أما استخدام لفظ غامض كهذا فسيدفع الجهات الأمنية - باركها الله..! - إلى القبض عليه واستخدام كل ما يعرفونه من وسائل التعذيب واستقدام الجديد منها من الخارج معه.. فقط ليخبرهم: يعني إيه برنقيع...؟!!
أعتقد يا أستاذ عبد الرحمن إنك مدين لنا بشرح..!
وأنت غير ملزم به إن طالبك به ناقد.. لكن باعتبارنا أصدقاءك فكر في ذلك..!
يا نهار ابيض..! كل ده باتكلم في برنقيع بس..؟!!
ربنا يكون في عون النقاد.. ده انتوا بتتعبوا..!
نكمل النظر إذن في باقي جوانب الكأس..
كلها قالوا وقلت..! فهنا يبدأ السكران في استدعاء حوارات قديمة يخبر بها سامعه بدون سؤال أو حتى اهتمام من قبل الأخير..
وهذا مشترك آخر بين السكر والشيخوخة.. أكيد جربته مع جدتك العجوز وأنتما جالسان أمام التليفزيون.. فتبدأ تلك الأخيرة دون إنذار في سرد قصة زواج ابنتها بوالدك....!!
ونلاحظ هنا استعمال التضاد في الجملة بأكملها بين ما يقولونه وما يقوله.. مما يثبت في ذهنك النتافر التام بين الطرفين.. مع تجاهل الطرف الأول وغيبوبته التامة عن ما يقوله ويعانيه الطرف الثاني..
وقالوا : " بأن المال للكل دائما "..
(غالبا غلطة مطبعية إخرى؛ فالنقطتين وعلامتي التنصيص لا تستعملان مع "قالوا بأن" فيكون الأصح : " قالوا بأن المال للكل دائما"..)
فقلت: "نصيب الكل ذل وتجويع.."
وقالوا على ما قلت: "كذب مؤكد.."
وقلت على ما قيل: "غش وتخديع..!"
لاحظت "تخديع"..؟ عادي جدا.. فتلك هي مرحلة الأخطاء اللغوية في السكر كما قلت..!

-9-
الكأس الثامنة
ويبدأ فيها صاحبنا السكران في الشكوى من بعض التفاصيل الشخصية التي لا يذكرها في صحوه عادة..
نصيبي من الخيرات من جاء أنقصه؟
و"إستي" بجوف الليل يحظى ببعصصة..!
والبعصصة هي -بدون تفاصبل..!!- نوع من الديدان كما يقول الهامش...
السطر الأول يحتمل الاستفهامية والخبرية أيضا.. ففي الأولى يكون: من ذلك الملعون الذي جاء وأنقصه..؟ وفي الثانية يكون: ..كلما جاء أحد الملاعين أنقصه..!!
ثم ينتقل من الحديث الشخصي إلى واقعه المسروق المنهوب إلى من سرقه ونهبه مستخدما ما نعرفه في البلاغة بحسن التخلص:
وبطني - برغم النفط والزرع- فارغة..
يعيش شهور العمر في قبر مخمصة..
وأملك خير الأرض فاخترعوا لنا
نظاما من البهتان أسموه خصخصة...!!!
وهنا تنكشف المفاجأة المرعبة..!! إن ذلك السكير المسكين ليس بفرد..! فـ"التأميم" هو الذي ينتزع ملكية الأرض من الفرد لا "الخصخصة"...
...لأن تلك الأخيرة إنما تنتزع الملكية من الشعب...!!!!
و...
هيه الساعة كام..؟
عارف إن ف إيدي ساعة.. بس لو سمحت شوفها لي لأن عينيا مزغللة جدا..!!
أراكم قريبا..
وفي انتظار حبوب منشطة أخرى من شاعرنا..
..فقد ثملت من الكؤوس وجو المكان ومنظر الزجاجات على الرف ونظرات "البارمان" الميتة...
..وبرنـقيـع...!!!
__________________
bakr
bakr

المساهمات : 98
تاريخ التسجيل : 12/05/2008
العمر : 32

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى