القدير لا يتجسد مناظرة حقيقية
صفحة 1 من اصل 1
القدير لا يتجسد مناظرة حقيقية
تقابلت معه في إحدى غرف برنامج (Paltalk) على شبكة الانترنت*، كنت أتصوره عالماً بصفته راهب وكاهن وقس قديم*، فلما تحاورت معه كانت الفجيعة*، كانوا يقولون إن له قدرة كبيرة على الجدال والنقاش ، ويجيد الحوار المنطقي للوصول إلى غايته أو إثبات معتقده ، إنه القس زكريا بطرس*، كانت تبدوا عليه الحنكة وكبر السن ، ويظهر من كلماته أنه ذو خبرة عالية أو غرور كبير*، وأعرف أنه مُنَصِّر من الدرجة الأولى*، ويعمل منذ فترات طويلة*.
دعاني أحدهم أن أسمعه ، حينما كان يتكلم في غرفة خاصة لعدد من الحضور ، فوجدته لا ينطق بكلمة واحدة غير السب والشتم في النبي صلى الله عليه وسلم*، والطعن وكتاب الله*، والمسلمين*.
بدأت حواري معه بصورة هجومية قليلاً*، قائلاً له*: هل تعرف أنه لا يوجد نص واحد في الكتاب المقدس عندك يثبت أن المسيح هو الله*، أو أنه أحد صوره*، أو أنه الرب المتجسد على الأرض .
أجابني : بل يوجد نصوص عديدة ربما أنت لم تفهمها أو تستوعبها لأنك مسلم ولم تفهم كيف تقرأ الكتاب المقدس.
قاطعته بكل حزم وثقة قائلاً : هل لك أن تثبت إلوهية المسيح من هذا الكتاب ، رغم إيماني بأن هذا الكتاب ليس كلام الله ، وأنا جاهز لطرح أي إصحاح للمناقشة على الملأ أمام الناس مسلمين أو مسيحيين ، واختلاف وجهات النظر لا يفسد للود قضية .
وجدته يغير الموضوع بكل خفة وبراعة دون أن يشعر أحداً*، حينما أدرك أني جاد في كلامي ، قائلاَ : اترك الكتاب المقدس مؤقتاً*، فأنت تختلف معي في صحته ، ونحن نريد أن يكون هناك قاعدة مشتركة للحوار*، ولكن ما رأيك في المعجزات أو الأخلاقيات أو الولادة الإعجازية للمسيح ؟
قلت له*: أيهم تحب أن تختار لتتناقش فيه*، فالمعجزات تكررت على يد كثيرين في الكتاب ؟ أم تحب أن نتحدث عن أخلاقيات يوحنا المعمدان ؟ وهل هناك ولادة إعجازية فوق خلق آدم عليه السلام وبلا أم ولا آب ؟ أيهم يا صديقي تحب أن يبدأ به النقاش ؟
استشعر القس مني شوق ورغبة للحوار معه حول أي شيء .
وبذكائه الشديد وجدته بكل ثقة وغرور يغير الموضوع للمرة الثانية*، بل وكأنه وجد الموضوع الذي سيحقق فيه الانتصار ، بدأ في رفع صوته تدريجياً لجذب المستمعين ليشاركونه الانتصار .
طرح سؤال مفاجيء على أحد البسطاء الحضور*، قائلاً:
ـ هل تؤمن بأن الله قادر على كل شئ ؟ فرد عليه : نعم أكيد .
سأل آخر بنفس الأسلوب المفاجئ محاولاً شد انتباه الآخرين*:
ـ وأنت ، هل تؤمن بهذا أيضاً ؟
= فأجاب الآخر: طبعاً الله قادر على كل شئ ، ردّ القسيس طارحاً سؤالاً للجميع : أيستطيع أن يفعل أي شيء وقتما شاء ؟!.
= أجاب الجميع كتابة على الشاشة : نعم يفعل بقدرته.
فأكمل قائلاً : أيستطيع أحد أن يحد قدرة الله أو يمنع سيطرته؟
= أجاب الجميع مسلمين ومسيحيين: طبعاً لاااااا .
ـ فقال : وإذا أراد رب الكون القادر على كل شيء أن يتجسد*، فهل أحد من المسلمين يستطيع أن يمنعه أو يحد من قدرته؟
ثم رفع صوته : ألا يستطيع ؟ ـ ثم رفع صوته أعلى وكأنه يريد أن يُسمع الدنيا كلها ـ هل هناك من يمنعه أن يفعل هذا ؟ .
فسكت الجميع ، ولم ينطق أو يعلق أحداً ، وبدأ القس يشعر بالانتصار*، فبدأت أتدخل في الحديث تدريجياً ، قلت له بهدوء :
= يسعدني صديقي القسيس أن أتناقش معك*، وسوف أكون سعيداً جداً إذا سمحت لي*أن أسألك سؤالاً بسيط جداً ؟
تعجب من جرأتي وإصراري على إكمال الحوار معه.
وكررت سؤاله على مسامع الجميع :
ـ هل الله قادر على كل شيء؟ ـ رد سريعاً: طبعاً ، نعم .
قلت له : وأنا أيضاً أتفق معك ، وأقول لك: نعم ، لكن اسمح لي أن أوضح لك بعض الأشياء وبعض المفاهيم ، لأنك لا تعرف قدرة الله بمفهومها الحقيقي اللائق بجلال الله وقدرته*، ثم تابعته قائلاً :
= تعالى مثلاً أسألك ثلاثة أسئلة دفعة واحدة:
= هل الله يستطيع أن يخلق إلاهاً أقوى منه ؟
= هل الله يستطيع أن يموت ويفنى ؟
= هل الله يستطيع أن يخرج الإنسان من ملكوته وسيطرته ؟
ودهش القس زكريا بطرس ، وأجابني في تردد شديد : لا طبعاً .
وهنا ابتسمت واستطردت في حديثي قائلاً :
= وأنا سأجيبك أنك دخلت لي من هذا الجانب.
أولاً : رغم أن الله قادر على كل شيء*، إلا أنه لا يمكن له*جل وعلا*ـ ولا يليق به ـ*سبحانه وتعالى ، أن يخلق إلهاً أقوى منه ، لأنه هو القوى العزيز ، مالك الملك نفسه ، ولا شريك له في الملك*، وإن خَلق إلهاً معـه ـ*حاشا لله*ـ فهذا الإله الجديد مازال مخلوق وليس خالق ، وبالتالي لا يصح ولا يعقل هذا بالطبع ، وما معنى الإله حينئذ*، إذا كان هناك تعدد آلهة حقيقية*؟
ثانياً : رغم أنه القادر على كل شئ*، فإذا قام الإله الرب وأمات نفسه أو سمح لنفسه بهذا ، فما حال الكون إن لم يكن له إله موجود ؟ وما الموت والفناء إلا ضعف ونقص لدى الشخص ، والله سبحانه وتعالى له صفات الكمال ، ومُنَزّه عن أي نقص.
وإذا مات الإله*، فكيف تستقر الأرض دون حفظه ورعايته ، ومن يرزق الكائنات*ويدير السماوات*والكون بغير علمه وإرادته ؟ هو الحي، القيوم، الباقي، الذي لا يموت ولا يفنى ، وهذه من أسمائه الحسنى، ومن صفاته العُلى، هو أعلنها لنا بنفسه واستنتجتاها بعقولنا وإدراكنا إنها لابد وأن تكون من صفاته سبحانه وتعالى .
ثالثاً : وهذا السؤال الثالث أيضاً لن تستطع يا صديقي القس زكريا أن تجيبه بالإيجاب : هل يستطيع أن يخرج الله أحداً من ملكوته ؟؟ وإذا حدث هذا ، فإلى أين سوف يقوم بإرساله ؟ أهناك سماء غير سمائه؟ أهناك أرض غير أرضه؟ ألا يملك الله ما فوق وما تحت الثرى ؟ مالك الكون ، عالم الغيب ، الأول والآخر ، لا شريك معه*.
وهنا بدأت أشعر بتغير حالته ، وبدأ الصمت يسيطر على لسان ضيفنا القسيس تماماً ، بعد أن أدرك أنه قد فتح على نفسه جبهة لن يستطع غلقها بسهولة.
وهذه هي المجموعة الثانية من الأسئلة صديقي القس ، وأسألك من نفس مدخلك التنصيرى : إذا كان الإله من وجهة نظرك*، قادر على كل شيء ، وأنه يستطيع أن يتجسد لأنه أراد ذلك ، ولا أحد يحد قدرته نهائياً:
1- هل من الممكن أن يتجسد في صورة حيوان ؟ (حاشا لله) .
قال القس بسرعة*: طبعاً لا .
قلت : أليس قادر على كل شيء ؟! ثم أكملت :
2- هل ممكن أن يتجسد في صورة امرأة جميلة (حاشا لله وأستغفر الله) ؟ فقال في غضب أكثر من ذي قبل*: طبعاً لا .
قلت له : إقراراً بحاله ، أليس الله قادر على كل شيء ؟ !!فلم يرد مكتفياً بالصمت*، فبادرته قائلاً*:
إن الله قادر على كل شيء*، ولكن قدرته لا بد وأن تليق بمقامه عز وجل ، فالإله لا يليق به أن يكون ذبابة ولا قطة ولا خروف*، وإذا ارتضى أن يتجسد في صورة إنسان فلا يليق به سبحانه أن يكون امرأة جميلة أو قبيحة أو أن لها ثديان ، وإذا كنت لا تقبل أن يكون الإله امرأة*، فنحن المسلمون لا نقبل أن يكون رجلاً أو امرأة أو أن يكون مثليهما أو على هيئتهما البشرية*، لأنه هو الله الذي ليس كمثله شيء ، هو القدوس*، تعالى جل وعلا عما تصفون .
ثم سألته*: ما دمت تعتقد أن الله بقدرته تجسد فعلاً في صورة إنسان ، فهل يقدر أن يتجسد مرة ثانية ؟
فإن قلت لا*، فإن ذلك ينفي عنه القدرة أن يكون قد تجسد في المرة الأولى*، وإن قلت نعم ، فأسألك*: ماذا سيكون اسمه المرة القادمة ؟؟ فربما يكون اسمه جورج أو مايكل أو محمد أو علي ، وربما يظهر ناسوته على شكل أنثى ، وهل لابد أن يتجسد في صورة المسيح أو يسوع كل مرة ، هذا الاسم الذي اختارته أمه البتول مريم العذراء لمولودها "الطفل" ؟! ، وهل لابد أن تكون أمه المرة القادمة هي مريم أيضاً ؟ أم أنها في المرة التالية سوف تكون مجرد الوعاء الذي احتوى الإله حينما كان على الأرض ؟ ومن هي التي ستنال هذا الشرف في المرة القادمة لتكون أم الإله*؟
ويا ترى ما هو اسم المولود الجديد (عفواً : اسم الإله الجديد) .
وهنا وقف القس يتملكه المزيج من الغضب والحيرة والفشل في الرد وإكمال الحوار ، وبدأت إشارات الحزن والغضب الممزوج بخيبة الأمل لفشله في الدفاع عن موقفه*، واكتفى بالشتم والسب مرة أخرى*، ووجدت أن الطريق أصبح مغلقاً بيني وبينه*، فألقيت عليه سؤالاً أخيراً أختم به اللقاء فقلت له*: الإله في الإسلام هو (الله) سبحانه وتعالى*، اسم عَلَم مفرد*له الأسماء الحسنى والصفات ولكن حتى الآن لا أنا أعرف ولا أحد يعرف ما اسم إله المسيحية تحديداً*؟ هل هو المسيح*، يسوع*، جيسوس*، ياسوس*، إيسا ، إيــزا ؟ وهل هو الله*؟ الآب*؟ الآب والإبن والروح القدس معاً*؟ يَهْـوَه ؟ إلوهيم إله العهد القديم ؟"تعالى اللـه عما يصفون".
وهنا لم أجد القس زكريا بطرس*، واختفى صوته الذي طالما جلجل به اعتداءاً على الإسلام*والمسلمين ، وترك لنا غرفة الحوار*بحجة أن الحوار ليس مناسباً للمقام*، فدعوت الله أن يوفقني وإياه إلى طريق الحق والرشاد
دعاني أحدهم أن أسمعه ، حينما كان يتكلم في غرفة خاصة لعدد من الحضور ، فوجدته لا ينطق بكلمة واحدة غير السب والشتم في النبي صلى الله عليه وسلم*، والطعن وكتاب الله*، والمسلمين*.
بدأت حواري معه بصورة هجومية قليلاً*، قائلاً له*: هل تعرف أنه لا يوجد نص واحد في الكتاب المقدس عندك يثبت أن المسيح هو الله*، أو أنه أحد صوره*، أو أنه الرب المتجسد على الأرض .
أجابني : بل يوجد نصوص عديدة ربما أنت لم تفهمها أو تستوعبها لأنك مسلم ولم تفهم كيف تقرأ الكتاب المقدس.
قاطعته بكل حزم وثقة قائلاً : هل لك أن تثبت إلوهية المسيح من هذا الكتاب ، رغم إيماني بأن هذا الكتاب ليس كلام الله ، وأنا جاهز لطرح أي إصحاح للمناقشة على الملأ أمام الناس مسلمين أو مسيحيين ، واختلاف وجهات النظر لا يفسد للود قضية .
وجدته يغير الموضوع بكل خفة وبراعة دون أن يشعر أحداً*، حينما أدرك أني جاد في كلامي ، قائلاَ : اترك الكتاب المقدس مؤقتاً*، فأنت تختلف معي في صحته ، ونحن نريد أن يكون هناك قاعدة مشتركة للحوار*، ولكن ما رأيك في المعجزات أو الأخلاقيات أو الولادة الإعجازية للمسيح ؟
قلت له*: أيهم تحب أن تختار لتتناقش فيه*، فالمعجزات تكررت على يد كثيرين في الكتاب ؟ أم تحب أن نتحدث عن أخلاقيات يوحنا المعمدان ؟ وهل هناك ولادة إعجازية فوق خلق آدم عليه السلام وبلا أم ولا آب ؟ أيهم يا صديقي تحب أن يبدأ به النقاش ؟
استشعر القس مني شوق ورغبة للحوار معه حول أي شيء .
وبذكائه الشديد وجدته بكل ثقة وغرور يغير الموضوع للمرة الثانية*، بل وكأنه وجد الموضوع الذي سيحقق فيه الانتصار ، بدأ في رفع صوته تدريجياً لجذب المستمعين ليشاركونه الانتصار .
طرح سؤال مفاجيء على أحد البسطاء الحضور*، قائلاً:
ـ هل تؤمن بأن الله قادر على كل شئ ؟ فرد عليه : نعم أكيد .
سأل آخر بنفس الأسلوب المفاجئ محاولاً شد انتباه الآخرين*:
ـ وأنت ، هل تؤمن بهذا أيضاً ؟
= فأجاب الآخر: طبعاً الله قادر على كل شئ ، ردّ القسيس طارحاً سؤالاً للجميع : أيستطيع أن يفعل أي شيء وقتما شاء ؟!.
= أجاب الجميع كتابة على الشاشة : نعم يفعل بقدرته.
فأكمل قائلاً : أيستطيع أحد أن يحد قدرة الله أو يمنع سيطرته؟
= أجاب الجميع مسلمين ومسيحيين: طبعاً لاااااا .
ـ فقال : وإذا أراد رب الكون القادر على كل شيء أن يتجسد*، فهل أحد من المسلمين يستطيع أن يمنعه أو يحد من قدرته؟
ثم رفع صوته : ألا يستطيع ؟ ـ ثم رفع صوته أعلى وكأنه يريد أن يُسمع الدنيا كلها ـ هل هناك من يمنعه أن يفعل هذا ؟ .
فسكت الجميع ، ولم ينطق أو يعلق أحداً ، وبدأ القس يشعر بالانتصار*، فبدأت أتدخل في الحديث تدريجياً ، قلت له بهدوء :
= يسعدني صديقي القسيس أن أتناقش معك*، وسوف أكون سعيداً جداً إذا سمحت لي*أن أسألك سؤالاً بسيط جداً ؟
تعجب من جرأتي وإصراري على إكمال الحوار معه.
وكررت سؤاله على مسامع الجميع :
ـ هل الله قادر على كل شيء؟ ـ رد سريعاً: طبعاً ، نعم .
قلت له : وأنا أيضاً أتفق معك ، وأقول لك: نعم ، لكن اسمح لي أن أوضح لك بعض الأشياء وبعض المفاهيم ، لأنك لا تعرف قدرة الله بمفهومها الحقيقي اللائق بجلال الله وقدرته*، ثم تابعته قائلاً :
= تعالى مثلاً أسألك ثلاثة أسئلة دفعة واحدة:
= هل الله يستطيع أن يخلق إلاهاً أقوى منه ؟
= هل الله يستطيع أن يموت ويفنى ؟
= هل الله يستطيع أن يخرج الإنسان من ملكوته وسيطرته ؟
ودهش القس زكريا بطرس ، وأجابني في تردد شديد : لا طبعاً .
وهنا ابتسمت واستطردت في حديثي قائلاً :
= وأنا سأجيبك أنك دخلت لي من هذا الجانب.
أولاً : رغم أن الله قادر على كل شيء*، إلا أنه لا يمكن له*جل وعلا*ـ ولا يليق به ـ*سبحانه وتعالى ، أن يخلق إلهاً أقوى منه ، لأنه هو القوى العزيز ، مالك الملك نفسه ، ولا شريك له في الملك*، وإن خَلق إلهاً معـه ـ*حاشا لله*ـ فهذا الإله الجديد مازال مخلوق وليس خالق ، وبالتالي لا يصح ولا يعقل هذا بالطبع ، وما معنى الإله حينئذ*، إذا كان هناك تعدد آلهة حقيقية*؟
ثانياً : رغم أنه القادر على كل شئ*، فإذا قام الإله الرب وأمات نفسه أو سمح لنفسه بهذا ، فما حال الكون إن لم يكن له إله موجود ؟ وما الموت والفناء إلا ضعف ونقص لدى الشخص ، والله سبحانه وتعالى له صفات الكمال ، ومُنَزّه عن أي نقص.
وإذا مات الإله*، فكيف تستقر الأرض دون حفظه ورعايته ، ومن يرزق الكائنات*ويدير السماوات*والكون بغير علمه وإرادته ؟ هو الحي، القيوم، الباقي، الذي لا يموت ولا يفنى ، وهذه من أسمائه الحسنى، ومن صفاته العُلى، هو أعلنها لنا بنفسه واستنتجتاها بعقولنا وإدراكنا إنها لابد وأن تكون من صفاته سبحانه وتعالى .
ثالثاً : وهذا السؤال الثالث أيضاً لن تستطع يا صديقي القس زكريا أن تجيبه بالإيجاب : هل يستطيع أن يخرج الله أحداً من ملكوته ؟؟ وإذا حدث هذا ، فإلى أين سوف يقوم بإرساله ؟ أهناك سماء غير سمائه؟ أهناك أرض غير أرضه؟ ألا يملك الله ما فوق وما تحت الثرى ؟ مالك الكون ، عالم الغيب ، الأول والآخر ، لا شريك معه*.
وهنا بدأت أشعر بتغير حالته ، وبدأ الصمت يسيطر على لسان ضيفنا القسيس تماماً ، بعد أن أدرك أنه قد فتح على نفسه جبهة لن يستطع غلقها بسهولة.
وهذه هي المجموعة الثانية من الأسئلة صديقي القس ، وأسألك من نفس مدخلك التنصيرى : إذا كان الإله من وجهة نظرك*، قادر على كل شيء ، وأنه يستطيع أن يتجسد لأنه أراد ذلك ، ولا أحد يحد قدرته نهائياً:
1- هل من الممكن أن يتجسد في صورة حيوان ؟ (حاشا لله) .
قال القس بسرعة*: طبعاً لا .
قلت : أليس قادر على كل شيء ؟! ثم أكملت :
2- هل ممكن أن يتجسد في صورة امرأة جميلة (حاشا لله وأستغفر الله) ؟ فقال في غضب أكثر من ذي قبل*: طبعاً لا .
قلت له : إقراراً بحاله ، أليس الله قادر على كل شيء ؟ !!فلم يرد مكتفياً بالصمت*، فبادرته قائلاً*:
إن الله قادر على كل شيء*، ولكن قدرته لا بد وأن تليق بمقامه عز وجل ، فالإله لا يليق به أن يكون ذبابة ولا قطة ولا خروف*، وإذا ارتضى أن يتجسد في صورة إنسان فلا يليق به سبحانه أن يكون امرأة جميلة أو قبيحة أو أن لها ثديان ، وإذا كنت لا تقبل أن يكون الإله امرأة*، فنحن المسلمون لا نقبل أن يكون رجلاً أو امرأة أو أن يكون مثليهما أو على هيئتهما البشرية*، لأنه هو الله الذي ليس كمثله شيء ، هو القدوس*، تعالى جل وعلا عما تصفون .
ثم سألته*: ما دمت تعتقد أن الله بقدرته تجسد فعلاً في صورة إنسان ، فهل يقدر أن يتجسد مرة ثانية ؟
فإن قلت لا*، فإن ذلك ينفي عنه القدرة أن يكون قد تجسد في المرة الأولى*، وإن قلت نعم ، فأسألك*: ماذا سيكون اسمه المرة القادمة ؟؟ فربما يكون اسمه جورج أو مايكل أو محمد أو علي ، وربما يظهر ناسوته على شكل أنثى ، وهل لابد أن يتجسد في صورة المسيح أو يسوع كل مرة ، هذا الاسم الذي اختارته أمه البتول مريم العذراء لمولودها "الطفل" ؟! ، وهل لابد أن تكون أمه المرة القادمة هي مريم أيضاً ؟ أم أنها في المرة التالية سوف تكون مجرد الوعاء الذي احتوى الإله حينما كان على الأرض ؟ ومن هي التي ستنال هذا الشرف في المرة القادمة لتكون أم الإله*؟
ويا ترى ما هو اسم المولود الجديد (عفواً : اسم الإله الجديد) .
وهنا وقف القس يتملكه المزيج من الغضب والحيرة والفشل في الرد وإكمال الحوار ، وبدأت إشارات الحزن والغضب الممزوج بخيبة الأمل لفشله في الدفاع عن موقفه*، واكتفى بالشتم والسب مرة أخرى*، ووجدت أن الطريق أصبح مغلقاً بيني وبينه*، فألقيت عليه سؤالاً أخيراً أختم به اللقاء فقلت له*: الإله في الإسلام هو (الله) سبحانه وتعالى*، اسم عَلَم مفرد*له الأسماء الحسنى والصفات ولكن حتى الآن لا أنا أعرف ولا أحد يعرف ما اسم إله المسيحية تحديداً*؟ هل هو المسيح*، يسوع*، جيسوس*، ياسوس*، إيسا ، إيــزا ؟ وهل هو الله*؟ الآب*؟ الآب والإبن والروح القدس معاً*؟ يَهْـوَه ؟ إلوهيم إله العهد القديم ؟"تعالى اللـه عما يصفون".
وهنا لم أجد القس زكريا بطرس*، واختفى صوته الذي طالما جلجل به اعتداءاً على الإسلام*والمسلمين ، وترك لنا غرفة الحوار*بحجة أن الحوار ليس مناسباً للمقام*، فدعوت الله أن يوفقني وإياه إلى طريق الحق والرشاد
mody- Admin
- المساهمات : 28
تاريخ التسجيل : 10/05/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى