المصري اليوم علامة تعجب !!

لم أكن من المقتنعين بقرار قيادة جماعة الإخوان قبل أشهر بمقاطعة شراء صحيفة ( المصري اليوم ) بسبب تجاوزاتها الصحفية وافترائها علي الجماعة وتلبيس الكلمات وتحويرها وإتاحة مساحات كبيرة لكل من هب ودب من الناقمين علي الجماعة ومنهجها حتي من غير أصحاب المواهب والقدرات !! ولكنني امتثلتُ للقرار تماما ودعوتُ الله أن يحقق غرضه واكتفيتُ بمتابعة موقع الصحيفة علي الانترنت ؛ ولكنني شعرتُ أن القرار سبب ضغطا كبيرا علي أسرة الصحيفة عامة بعد التراجع الملحوظ في معدلات البيع ؛وعلي مجدي الجلاد رئيس تحرير الصحيفة الطموح خاصة الأمر الذي اضطره لزيارة مكتب الإرشاد لتوضيح وجهة نظره ومحاولة إثناء قيادة الإخوان عن الاستمرار في هذا القرار !! ….

ومما زاد من الضغوطات علي الجلاد وصحيفته ساعتها خروج جريدة الدستور اليومية للنور ووجود بديل مقبول يستطيع فيه قراء الصحف تعويض غياب ( المصري اليوم ) ناهيك عن سقفها المرتفع في التناول والنقد مع سياق صحفي وإعلامي أقرب للموضوعية والصدق فيما يخص الجماعة !

وأنهي الإخوان بعد ذلك مقاطعتهم ” للمصري اليوم ” ولكن ثمة تغير حدث يرقبه كل من اقترب من متابعة الصحيفة وتوجهاتها !!


جهات سيادية تسند ” المصري اليوم “


التطور الذي حدث مع ( المصري اليوم ) أنه يغلب علي ظني أن أجهزة سيادية ونافذة في مصر قد أرقها تراجع المستوي الصحفي والمهني للصحف الحكومية ومن ثم تراجع مساحة تأثيرها في أوساط الجماهير وعموم الناس !!

وهو ما دعا هذه الأجهزة إلي تبني ( المصري اليوم ) وبشكل ( سري للغاية ) ويؤكد هذا الاستنتاج عدة أمور :

الأول : زيادة المساحات الإعلانية فجأة وبكثافة شديدة عبر صفحات المصري اليوم !! وهو نفس الأسلوب الذي تنتهجه هذه الأجهزة مع صحيفة ( الأسبوع ) برغم تراجعها التسويقي الشديد في أوساط الناس والقراء !! .

وهي سياسة معتمدة عند هذه الأجهزة تقدمها كهدية لكل مؤسسة صحفية خادمة لأهدافها !!

ولك أن تتابع إعلانات أمس المهولة !! والتي من بينها إعلان جبار وعلي صفحتين كاملتين وبالألوان لشركة إعمار !! … أما اليوم – الأحد – فنجد إعلان نصف الصفحة الأولي !! وثلث الخامسة !! ونصف السابعة ؛ و نصف التاسعة ؛ والحادية عشر بأكملها !! ؛ وثلث الأخيرة !!….. وكلها لشركات ترتبط مصالحها بالنظام -وخاصة الأمن والحزب - بشكل تام !! …

وبرغم علمي أن شكة ( ما )!! هي المسئولة عن إعلانات ( المصري اليوم ) وأنها مفصولة تماما عن سياستها التحريرية .. إلا أن هذا الإجراء ليس أكثر من ( ملاعيب شيحا ) المشهور والتي يحاول فيها الجلاد ورجاله إضفاء قدر كبير من الصدق والموضوعية علي جريدتهم !!

الثاني : توفير قدر معقول من ( المعلومات الأمنية الخاصة ) !! والتي تستطيع الصحيفة بمقتضاها تحقيق سبق صحفي مذهل !! يحقق لها رواجاً وتميزا صحفيا ….. ويأتي ذكر هذه الأخبار تحت مسمي ( مصدر مسئول ) .. ولذلك تجد كثيرا في ثنايا الموضوعات والتحقيقات الصحفية بالجريدة ككلمة ( قال مصدر قيادي بجماعة الإخوان ) و ( تحدث مصدر مسئول بلجنة السياسات ) و ( وقال مصدر وثيق الصلة بالقضاة ) و …. ما شابه ذلك من أخبار وأحداث وجلسات واجتماعات واتصالات تليفونية و …. يعلم الجميع من أين تأتي وكيف تخرج وأين يتم إعدادها وضبط محتواها !!!

وهو ما يفسر الكثير من الأمور التي تخرجها الجريدة للعلن وفي صياغات ملتبسة وملفقة أحيانا !! وتعتمد مبدأ البناء الوهمي الكاذب علي حقيقة صغيرة !! ….

ولك أن تراجع الخط العام للصحيفة وتراجع محتوياتها علي مدي شهر أو شهرين ليتبين لك الأمر !! ….


الإخوان والمصري اليوم !!


والحقيقة أن موضوع الإخوان والمصري اليوم طويل وممتد وربما تأتي فرصة أحاول فيها تتبع السياسة التحريرية في المصري اليوم والخاصة بالإخوان المسلمين !!

ولكني أرصد أن ثمة تغيرا في طريقة التعليق علي أخبار الإخوان في الصحيفة ولعل ذلك بدأ مع إعلان الإخوان عن تصورهم المبدئي لبرنامج حزبهم والذي سبق ( القراءة الأولي ) بشهرين تقريبا !! والذي يبدو أن ( جهات ) ما سربت الخطوط العريضة من البرنامج للمصري اليوم بعد نجاح أجهزة التصنت في رصده !!

وهو نفس ما حدث مع القراءة الأولي !! بل لا أبالغ إن قلتُ أن كتابها كانوا أول من نفذوا السياسة الأمنية الخاصة والقاضية بمهاجمة البرنامج مع التركيز علي ( اللجنة الشرعية ) و ( مدنية الدولة ) بل ربما تصيدت ( المصري اليوم ) كل الخصوم التاريخيين للإخوان وأتاحت لهم مساحات كبيرة للنقد !! ..

وأنا لا ألوم ( المصري اليوم ) ولكنني ألوم ما يتغني به مجدي الجلاد من الموضوعية والحرفية المهنية والصدق والموضوعية !! بعدما بينت الأيام أن الصحيفة ليست إلا أحد أذرع ( جهات ) ما !! وتنفذ دورا معلوما ومحددا ضد الجماعة !!

ولعلني أذكرك بما تحاول الصحيفة تضخيمه في كل عدد من أعدادها وتتبناه بصفته ملفا يمثل أكبر أولوياتها !!

وهو محاولة ( شق الصف ) الإخواني وزعزعة الثقة بين قواعد الجماعة وقيادتها !!

وهو ما يبرر تركيز الصحيفة علي كيانات وهمية من المدونين !! تنشئ موقعا موازيا للجماعة باسم ( إخوان أوف لاين ) !! ثم ها هي تعلن في عدد اليوم أن ثمة مكتب إرشاد مواز يزمع شباب الإخوان تشكيله قريبا بعد اعتراضهم علي سياسات الكبار وقرارات العواجيز !!

هذه سياسة فاشلة ورخيصة !! وتافهة !! ولن تدوم طويلا وستسقط بعد أيام عندما يأتي آت يختبر مدي ثقة قواعد الإخوان في قيادتهم !! وسيبدو ساعتها ( صفار وجوه ) الجلاد ورجال

كتبها: ابو يسر مدونة الحرية قضيتنا مع تحياتى..... ابو بكر على